سينتخب الرفيق زهران ممداني قريبا عمدة لنيويورك، وعمره ٣٥ سنة

البروفيسور حبيب عبد الرب سروري:

سينتخب الرفيق زهران ممداني قريبا عمدة لنيويورك، وعمره ٣٥ سنة

خبر تاريخي لمن يعرف معنى عمدة نيويورك.

أشعر بالخجل من الحديث عن أصوله الطائفية (لا يوجد أكره من هذه الكلمة).

سأتجرأ وأتوكل على الله وأقولها:

أبوه هندي مسلم شيعي، أمه هندوسية، زوجته سورية سنية…

لمن لم يستوعب حتى الآن: المستقبل بيد متعددي الأعراق والثقافات.

هم أمل الكوكب.

قوة الدول تأتي من مزج الأعراق والطوائف في كينونات جديدة تتجاوز الطوائف والأديان والحدود والألوان.

إنسان المستقبل وطنه الكوكب الأزرق، ودينه الإنسانية.

عشقتُ بيروت لأنها مدينة “الألف أصل” حسب عنوان آخر كتاب لشريف مجدلاني.

أعرف أن قوة أمريكا وبنتها إسرائيل جاءت أيضا من دمجهم بشرا جاءوا من أنحاء العالم.

كان بودّي (لولا الحرب) قبل ٤ أيام أن أكتب كلمتين عن ذكرى ٢٢ يونيو ١٩٦٩ في عدن،

الذي كنا نسميه: يوم وصول اليسار إلى السلطة.

لم يكن أكثر من حلقة جديدة من حلقات تضييق الأفق وخنق عدن.

قبل الاستقلال في ١٩٦٧ كانت عدن مدينة عظيمة كوسموبوليتية بامتياز:

يجتمع فيها العرب، الأحباش، الهنود بكل أنواعهم (من هندوس وبينيان و…)، الصومال، الفرس، الأتراك…

وكل الأديان أيضا.

في فترة ما في الخمسينات وبداية الستينات كان ميناؤها الثاني في العالم.

١٥٪؜ من سكانها كانوا يهودا قبل قمعهم ونهبهم وإحراق بيوتهم في ١٩٤٨،

وهروبهم بعدها لإثراء وتقوية إسرائيل!

بدأ الاستقلال بطرد جبهة التحرير (الفصيل الآخر الذي خاض النضال ضد الاستعمار)،

والقوميات “الأجنبية” رويدا رويدا،

فيما كانوا عدنيين مثلنا تماما…

٢٢ يونيو ١٩٦٩ قضى على الأفضل في القيادة السياسية:

قحطان وفيصل الشعبي، سيف الضالعي، عبدالباري ونورالدين قاسم…

وضع المنتصرون افضلَ أربعين واحد في القيادة (أسموهم “اليمين”) في طائرة، وفجروها.

هل من جريمة أبشع من ذلك؟

بعدها بدأ تضييق الحلقات: قُتل الرئيس سالمين في مثل هذا اليوم…

وعندما يبدأ السلوك الاجرامي بتضييق الدوائر بهذه البشاعة، فالنهاية معروفة مسبقا.

الأكثر بلطجية وبسبكوباتية هو من يصل للحلقة الأخيرة.

وهل هناك أكثر بشاعة وإجراما وبسيكوباتية من على ناصر محمد (الذي تغذى بالبقية قبل أن يتعشوا به، كما قال بكل خساسة الدنيا)؟

وبعدها سقط كل شيء في يد الملعون طائر الخراب: علي عبدالله صالح.

ماذا تبقى من كل ذلك؟

أشياء جميلة أحيانا، صرتُ آخر من يتفاخر بها:

قانون الأسرة الذي ساوى بين المرأة والرجل، محو الأمية، اعتبار ودعم الطبقات الفقيرة وتمكينها من التعليم، وضع المرأة، و… بيرة صيرة!

أما عدن الآن فهي بيد أكثر أدمغة الدنيا ضيقا وعداء للتعددية ولثقافة المدنية:

قتلة أمجد عبدالرحمن وغيره هم أسفل المجرمين…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى